مايابلانيت

المنزل / الاعترافات /

الاستغوار في الجحيم

الاستغوار في الجحيم

بقلم:د.سناء كامل شعلان   :مؤلف

الأردن   :بلد

31.08.2012   :تاريخ إضافة

 قصة لكرسي الاعتراف:
قصة حقيقيّة لشاهدة عيان على مأساة من مآسي تعاطي المخدّرات.

 
     لو علم أنّني سأكتب قصّته الحزينة لابتسم بامتدادٍ،ولقال  لي دون شكّ جملته المعهودة التي  اعتاد  على أن  يختم بها حديثه اللاهي:" يالسخرية القدر"! ثم يدرج في ضحكات متتالية كقرقعة مزراب قديم صدأ،فيضحك من حوله تواطئاً مع ضحكاته التي تورّط الجميع في حمى الحبور،وكنتُ عندها سأصمّم سلطويّ بحكم أنّني أستاذته الجماعيّة –من باب مداعبته- على أن  يعبّر عن تجربته على شكل قصة أو على شكل مقالة يعرضها على جمهور الطلبة  في محاضرة مادة"مهارات الاتصال المستوى الثاني" سيراً على عادتي في هذه المادة-المقرّرة إجباريّاً على كلّ طلبة الجامعة الأردنيّة في العاصمة الأردنيّة عمّان- التي أدرّسها منذ سنوات،إذ أصمّم على أن يكون التحدّث الشّخصي للطلبة أمام جمهور الطّلبة هو المهارة الإجباريّة الأهم في هذا المساق.


   وعندها كان سيفاوضني على أن يجعل حديثة عن الاستغوار بدل الحديث عن تجربته الشّخصيّة؛بحجّة أنّه لا يجيد الحكي الذي أجيده لأنّني كاتبة مشهورة-على حدّ وصفه- قبل أن أكون أستاذة جامعيّة متخصّصة في الأدب الحديث للغة العربيّة،وهو يقصد بالحكي كلّ ما يتعلّق بمهارة توظيف اللغة في التعّبير عن الذّات والآخر والحاجات والأفكار والرؤى،وبالطّبع كنتُ سأرفض أن يحدّثنا عن هذا الأمر؛لأنّه حدّثنا عنه وحدّث كلّ من يعرف عنه مليّاً وتكراراً،حتى مللنا الحديث عنه،وارتبط في ذهننا به،حتى ماعاد يُذكر لفظ" استغوار" حتى أضحك،ويضحك زملاؤه  الطّلبة في المساق،ونقول بنبرة كوميديّة تمثيليّة في صوت واحد :" إنّه أجمل علم في الدّنيا"،ونحن نبغي من ذلك أن نكرّر جملة " فراس أبو جبل" نكاية به،فنغيظه بذلك،وندفعه من جديد للاستغراق في ضحكه المقرقع.


   لكنّني الآن سأكون القيّمة الأمينة على بوابة حزنه دون أن يطلب منّي ذلك،ووحدي من سأجرؤ على أن أعرّي وجهه الكليم للعالم كلّه دون أشعر بتأنيب الضّمير إزاء ذلك؛فأنا أعرف أنّ قلبه الطّيب يوافق على كلّ ما يمكن أن ينقذ غيره من الانزلاق في ذلك الجحيم الذي ابتلعه وصلاه حتى الموت،وهو مجبرٌ على أن يصمت عن كلّ الكلام  المباح حتى عن موضوعه المحبّب الوحيد،وهو الاستغوار، بسلطة الموت الذي ألجمه للأبد،وحبسه في عالمه الأسود القبيح حيث لا ضحكات ولا مهارة تحدّث ولا كهوف و لا مغارات خلا الانزلاق في الظّلام والعدم! 

 
  بوابة الجامعة الأردنيّة وبرج السّاعة الشّهير فيها وحديقة زهور السّوسنة السّوداء الزّهرة الوطنيّة للأردن وكهوف ومغارات كثيرة تقبع في أماكن شتى على امتداد الجبال والغور هي الشّاهد السّريّ الصّامت على أنّ "فراس أبو جبل" كان هنا،وعلى أنّه كان بسمة طاهرة في هذا المكان،وهو يدخل من البوابة الرّئيسّية في جلبة كبيرة كعادته؛لأنّه نسي هوّيته الجامعيّة الممغنطة التي تسمح له بدخول الجامعة،فيدخل في جدال كبير مع حرس الأمن الجامعيّ ليسمحوا له بدخول الجامعة دون هويته،وبعد أن يفوز كعادته في معركته اليوميّة الجداليّة مع الحرس  يعرّج على حديقة الجامعة قاطفاً زهرة من زهور السّوسنة متجاهلاً تلك اللافتة البيضاء الصّغيرة المكتوب عليها:" تمتّع بالزّهور دون قطفها"،ثم يتحلّق الطلبة حوله عند برج السّاعة ليسمعوا آخر مغامراته في الاستغوار داخلين معه في لعبة استيهام لذيذة تخلط  بحرفيّة بين ماقام به من مغامرات،وما يزعم كذباً أنّه قد قام بها،ولا يتفرّقون إلاّ مكرهين عندما تذكّرهم ساعة البرج بإزوف موعد محاضرتهم التّالية،فينفضّوا مكرهين متضاحكين والأكواب البلاستيكيّة ذات المشاريب العطريّة السّاخنة تكاد تفارق أكوفّهم.


  "فراس أبو جبل" لم يعشق في حياته سوى الكهوف والمغارات،حتى أظنّ أنّ هذا العشق قد شغله عن كلّ شاغل آخر،فما كانت له تجارب نسائيّة خاصّة،ولم يكن منخرطاً في  أيّ نشاط طلّابي أو سلوك جمعي داخل الجامعة أو خارجها،ولم تكن عنده موهبة غير استكشاف المغارات والكهوف،ولم يكن يجد الوقت الكافي لكي يهتمّ بصحته وطعامه ورياضته، فيتخلّص من عشرات الأرطال من الدّهون التي تتكدّس تحت جلده،وتصبغ بشرته بالحمرة البادية،وتلبسه بناطيل كتّانيّة فضفاضة لا تخفي طرائق اللّحم المنساب من بطنه تحت أعلى خذيه،وتمنعه من الحركة بحريّة ونشاط،ولكنّه على الرّغم من ذلك كان طالباً شهيراً في الجامعة بموهبته الاستغواريّة النّادرة،ولطالما نظّم رحلات جامعيّة خاصة إلى الجبال ليطلعهم على الكهوف التي يصمّم على أنّه هو من اكتشفها،وفضّ سرّ صمتها،وصال وجال فيها دون وجل،ثم رسم خرائطها الدّاخليّة والخارجيّة بنفسه،وسواء صدق في هذا المزعم أم كذب- وأخال أنّه كان صادقاً فيه- فقد كان موسوعة حقيقيّة في هذا الشّأن،ويملك خرائط مدهشة يسعد أن يشرح ما فيها لأيّ سائل ولو استغرق ذلك ساعات وساعات من التّفصيل والشّرح.


  كنتُ أؤمّل نفسي دائماً بأن أحظى بالوقت الكافي لكي أرافقه والأصدقاء في واحدة من رحلاته المغامرات في الكهوف التي كان يدعونني إليها باهتمام واضح بحضوري،ولكنّني في كلّ مرّة  كنتُ أتهرّب من قبول الدّعوة بحجج شتّى دون أن أعترف له بأنّ عندي فوبيا الأماكن الضّيقة والمظلمة والأرضيّة المغلقة،ولذلك لن أستطيع أبداً أن ألبّي دعوته في يوم من الأيام،ولكنّني كنتُ أؤثر الكذب على أن يعرف حقيقة خوفي الذي لا يليق بي أن أظهره أمام طالبي الذي يراني الأقوى في كلّ شيء لا سيما في سرد القصص والحكايا.


  الآن أصبحت أشدّ خوفاً من الكهوف والمغارات لأنّني أراها جميعاً مسكونة بشبح "فراس" الذي سقط في كهف جهنّمي اسمه المخدّرات،واحتضر فيه حتى مات وحيداً مهزوماً موجوعاً،جميعنا حاولنا أن نمدّ الأيدي والقلوب له علّنا نسحبه من هذا الغور الجحيمي،لكن الوقت كان قد تأخّر على ذلك،وكانت المخدّرات اليد الجهنميّة الشّريرة التي فاقتنا قوّة،وجذبته إليه دون مفرّ أو منقذ.


  حكايته مع المخدّرات رواها لي وهو على فراش الموت في مستشفى العلاج من الإدمان،لعلّها كانت أوّل قصّة وآخر واحدة يرويها في حياته عن شيء غير الكهوف والمغارات التي ظلّ يحبّها حتى وهو يكره نفسه،لأوّل مرّة يجيد أن يروي قصة،ولو لم أكن مستغرقة في البكاء،ولو كانت روحي المرحة لا تأنّ في تلك اللحظة،لصفّقت له،وداعبته قائلة: أحسنت،أخيراً أنت تجيد فنّ التحدّث!
  لكنّه لم يكن الرّاوي لهذه القصّة،بل كان الألم من يرويها لي،وصوت حشرجة بكاء صديقه اللدود "عمر السّالم"  يطغى على أزيز صوت"فراس" الذي بات متهدّلاً ضعيفاً مقيّداً معه في جسد هزيل منكود لا يشبه أبداً جسده الكبير الذي كان يفيض عليه بمهابة تتداعى سريعاً أمام ضحكاته القلبيّة التي تشفّ عمّا في قلبه من طيبة،وعمّا في روحه من جمال وصفاء.


 قال "فراس" لي بحسرة جليلة:" كان يجب أن أكون أشهر عالم استغوار في الدّنيا،أعرف أماكن كهوف ومغارات يمكن أن تكون بمثابة اكتشافات خطيرة في هذا الشّأن،كنتُ سأكون المكتشف السّباق والأمهر في هذا الشأن،ولكن انظري أين أصبحت الآن! قالوا لي إنّني سأعيش لو التزمت بالعلاج،ولكنّني أشعر بأنّهم كاذبون،الموت ينتظرني في مكان قريب،وأنا أخشى الموت.
 حاولت أن أستجمع قوة لا أملكها أساساً في مثل هذه المواقف،وقلت له:" بل ستعيش،وتصبح أهم عالم استغوار في العالم،وقبل ذلك عليك أن تتشافى،وتهجر المخدّرات،وتعود للانتظام في الدّراسة في الجامعة،فلولا غيابك الطّويل عن الجامعة لما عرفت بشأن إجازتك المرضيّة ومن ثم سرّ مرضك.هيا يا كسول تشجّع وكفاك تهرّباً من الدّراسة".


  حاولت أن أضفيّ على جملتي الأخيرة بعض المرح لتبدو مضحكة مسعدة،ولكنّني فشلت في ذلك،نظر "فراس" إليّ بعينين تطوّقهما هالات زرقاء منتفخة،وسألني على غير توقّع:" هل يجوز أن نجمع كلمة مغارة على مغر؟"


  لم أحاول الابتسام هذه المرّة،وقلت له بصرامة مصنوعة بغير مهارة: عليك أن تتشافى،وتعرف ذلك من معجم لسان العرب لابن منظور الإفريقي".


  عاد وصمت،ثم قال لي بندمٍ وحزن شفيف: "لم أكن أريد التورّط في هذا الأمر،ولكن الأحداث قادتني إلى عالم المخدّرات بطريقة خبيثة جدّاً".


سألته بفضول: "هل كانوا هم بعض الأصدقاء من قادوك إلى المخدرات؟"
أومأ برأسه نافياً،وقال بضعف كسير:" بل كانت الفول السّودانيّ من قادني إليه!"
-"الفول السّودانيّ! كيف؟" سألته بتعجّبٍٍ.


-"أنا أحبّ أن آكل الفول السّوداني محمّصاً بالشّطة،اعتدت على أن أشتريه ساخناً من بائع متجوّل يعسكر على الباب الشّمالي للجامعة،وفجأة اختفى ذلك البائع،ثم ظهر آخر مختفياً وراء هذه الفول السّوداني لترويج المخدرات والحبوب المهلوسة في صفوف الطّلبة الجامعيين،كان مروجاً مشهوراً عندهم،يشترون منه حاجتهم من المخدرات التي يدسّها في القرطاس الورقيّ للفول السّوداني.بدأت تجربتي معه من قرطاس فول سوداني دعاني صديقي المدمن عليه،لقد زيّن لي أن أجرّب قرص المخدرات الذي كان يقبع بين حبّات الفول السّوداني،رفضت ذلك في بادئ الأمر،ولكن رفضي تحوّل فضولاً رخواً أمام جماعة من الأصدقاء المدمنين في بيت ريفيّ انتبذنا فيه جميعاً بغية السّهر والتّعاطي.


     المرّة الأولى كانت مرهقة،ولكن مدهشة،لم يكن من الصّعب أن تتالي مرّات التّجريب،وسريعاً أصبحت مدمناً على الفول السّوداني ولكن بشكل آخر.فجأة أصبح العالم رهيباً،أصبح ضيّقاً لم أعد أستطع التّميز بين تخومه،غدا العالم دون خرائط في عيني،وهذا أبشع شعورٍ يمكن أن ينتاب شخصاً مثلي لا يفهم الدّنيا إلاّ بمنطق الخرائط.


  وتوفير المال لأجل شراء حاجتي من المخدرات بعد إخفاء مظاهرها البادية عليّ كان الأمر الأصعب في هذا الشأن.لقد فعلت كلّ شيء من أجل هذا الأمر،كذبت على أبي،سرقت بعض المصاغ الذّهبي من أمي،اختلست مدّخر مصروف أختي الصّغيرة، أجلّت فصلاً دراسيّاً بالسّر،وأنفقت قسطه المالي على شراء المخدّرات،الجميع تخلّى عنّي في هذا الشأن،حتى الأصدقاء الذين قادوني إلى هذا الدّرب قد تخلّوا عنّي،وتركوني لقمة صائغة لوحش مفترس لا يرحم اسمه المخدّرات.


     لقد فعلت أشياء رهيبة لأجل توفير المال لشراء المخدّرات،حتى قّبض عليّ أخيراً في عملية سطو على متجر صرافة،ثم أودعت في هذه المستشفى لأجل العلاج من الإدمان قبل محاكمتي على السّطو،ولكن أبشع ماقمت به لأجل توفير المال لشراء المخدّرات كان مقايضة كلّ خرائط كهوفي بحبّة مخدرات واحدة،أخذها مروّج مخدّرات مدمن مثلي مقابل حبّة مخدّرات واحدة لا غير،تخيّلوا جميعاً ما أبشع هذا الأمر،لقد قايضت كنزي الوحيد بجرعة من جرعات الموت.كم أشتاق إلى خرائطي الجميلة!


  وغرب "فراس" في بكاء يعلوه شهيق وزفير مريران،وماعاد يقوى على نطق أيّ حرف بُعيد ما قال،في حين شرع صديقه" عمر" يروي لي باقي تفاصيل القصّة كما سمعها من صديقه بحزن بالغ،ويداه تذهبان وتجيئان أمام عيني بإشارات إيمائيّة مرافقة للحديث،وأدركت لأوّل مرّة كم بدا جسد"فراس" هزيلاً ضعيفاً متآكلاً مقارنة بجسد صديقه" عمر" الذي كان في الماضي من السّهل عليه أن يحمله ويركض به حتى آخر الجامعة،فجأة تغيّرت الحجوم، " عمر" غدا ممتدّاً لاحم البدن وافر الصّحة على الرّغم من ضآلة جسده مقارنة بجسد" فراس" الذي يتلخّص الآن في عظام صدر نافرة،وساقين نحيلتين كساقي نعامة،وفي جمجمة أبرز ما فيها عينان زائغتان في الهلوسات والألم والحزن.


    أدركت حينها أنّ"فراس" يحتضر،ولا يتماثل للشفاء،وزكمت رائحة الموت العفنةأنفي،وربضت على صدري،وشعرته قريباً مكشّراً عن نابيه الزّرقاوين القذرين،فاستأذنت وهربت من المكان دون أن أعرف باقي تفاصيل القصة.وعندما غالبت جبن نفسي،وعدت بعد يومين إلى المستشفى لزيارة"فراس" كان الوقت قد فات على ذلك؛فقد هرب واختفى دون أن يعرف أحدٌ وجهته،كانت أمه ووالده وبعض أقاربه في هرج ومرج عندئذ في المستشفى،ولم أفهم من كلام أمّه الباكية حينئذٍ إلاّ أنّ ابنها" فراس" كان يحبّني جدّاً،ويعشق محاضرتي،هو من طلب أن يخبروني بمرضه كي أزوره.


   تلك الليلة أخبرني"عمر" بكامل تفاصيل معاناة "فراس" في هذا الأتون الجهمنيّ الذي اسمه المخدّرات،لقد حاول أكثر من مرّة أن يخرج من كهفه الأسود الشّرير،ولكنّه كان قد فقد للأبد خرائط الخروج منه،وهو من اعتاد على أن يسرح ويمرح في كلّ الكهوف، والآن قد بات أسير أصغرها وأحقرها،وهام في وجهه وحيداً مريضاً دليلاً في كهف المخدّرات لا يعرف طريقاً للخروج،أو يدرك بوابة للهرب.


  حدّثتني أمّه وأبوه عن "فراس" الابن الذي كان مشجباً لكلّ أحلامهما الصّغيرة المتلخّصة في ابن بارٍ يتباهيان بشهادة الهندسة التي كان من المفترض أن يحصل عليها بعد أقل من ثلاثة فصول دراسّية،ومن ثم يحملهما في كبرهما ليوصلهما كريمين إلى قبريهما،أحلامهما كانت صغيرة،ولكّنها أكبر من التّحقّق بسبب المخدّرات التي سرقت ابنهما البكر،وابتلعت أحلامهما،وبصقتها موتاً وخراباً وندماً وفضيحة.


 يومان ثم وجدت الشّرطة" فراساً"،وجدته ميّتاً عند سفح جبل بعد أن أخذ جرعة كبيرة من المخدرات،لم تعتدِ عليه أيٌّ من حيوانات الجبل أو طيورها الجارحة؛فلا بدّ أنّها صانته وفاء لصحبة طويلة جمعته بها أيّام كان ملك الجبل،وسيّد الكهوف،ولكنّ التعفّن هاجمه سريعاً،وجعل بطنه ينتفخ كبالون يحاكي قمّة الجبل الذي كان متجهاً إليه،لم يكن من الصّعب أن نخمّن جميعاً سبب لجوئه إلى الجبل في لحظاته الأخيرة،لا بدّ أنّه كان يبغي أن يموت في مغارة سريّة فيه؛فقد ظلّت عشقه والمخلصة له حتى آخر لحظة من حياته،لكن الموت أدركه قبل أن يرتمي في حضن حبيبته المغارة،لتكون رائحتها وحجارتها الصّلداء كفنه ونعشه.


  رحل "فراس"،وتيتّمت مغارته وكهفوفه،وظلّ برج السّاعة والبوابة وزهور السّوسنة السّوداء تنعاه في داخلي،فيصدح صوته في أعماقي ويقول:" يالسخرية القدر!" 

 

  • ارسل إلى فيس بوك
  • ارسل إلى تويتر
  • ارسل إلى لايف إنترنت
  • ارسل إلى لايف جورنال

تعليقات

لا توجد تعليقات

عواقب الإدمان كيف الإقلاع عن تعاطي المخدرات قصص رعب من حياة مدمنين